arablog.org

الانتخابات الوهمية

أصبح السياسيون عندنا يتفنون في فرض الأمر الواقع ليس عن طريق القوة فقط ولكن استثمروا الأساليب الشرعية لتدوير أنفسهم كل مرة على سدة الحكم ولو عن طريق الترشيح والانتخاب الصوري الذي يزينوه ويجملوه لأنفسهم وجماعتهم وحاشيتهم وكل المستفيدين من ورائهم، “الأرزقية و النفعيين” أولئك النفر الذي يخدم أهل السلطة من أجل نفسه فقط… هؤلاء يرشحون أنفسهم الأن لتجديد السلطة الوهمية لهم واحتكار السلطة لأنفسهم وحصاد أموال البلد لأنفسهم…

هل ننتظر عهداً جديداً م الفساد والاستبداد المنظم والمقنن…

فنحن نقاطع ونقاطع ونقاطع لتلك الانتخابات الوهمية الصورية

ولكننا لا نبيع الوطن وسوف نحميه بالفكر والفكر والفكر

قراءات في دفاتر الأصدقاء

قراءات في (… يؤلم فيما يؤلم من أيلام… )

( فن أدبي ضائع ” الخطاب ومكانته من الأدب العالمي”) – الأعمال الأدبية ” ص 71 – 72 “: يقول الناقد والكاتب معاوية نور:

(( …هو الفن الوحيد الذي لا يكلف الكاتبقوالب وأوضاعا معينة، أو أصولا وقواعد ثابتة، وإنما حسبه قاعدة وقانونا أن يكون وحيالضمير ونتاج الفكر… فالخطاب إذا، دليل الإنسانية الواسعة، والقلب الرحيم، والإخاء المكين،والإنسان يجلس ليكتب إلى من أحب، فيخاطبه ويناجيه من غير حجاب وهو على بعد منه،وينقطع عن كل من يجاوره ويتصل اتصالا فكريا بمن إليه يكتب. ويقرب من هذا الاتصالالروحي الميول المتقاربة، والعواطف المتشابهة، وأي دليل يا ترى أقوى من هذا على قوةالحياة …))

انتهي الاقتباس.

في ذلك اليوم وأنا أقلب بعض أوراقي، قضيت ساعات وساعات أتجول بينها ويا لها من لحظات كانت رائعة، مع رائحة الود وذكريات الماضي الجميلة، زملاء الدراسة والأصدقاء. إنه جيلنا الذي تحمل الكثير وما يزال…

وقفت كثيراً عند الرسالة التي (تركها) لنا الزميل عبد المنعم، كان ذلك في شهر مارس من العام تسعة وتسعين وتسعمائة وألف. تلك الرسالة التي كتبها بمداد (إحساسه) العميق بمن حوله وبوطنه.

تنقلت بين سطورها وما بين الكلمة والأخرى يمكنك أن تلحظ ذلك الوجد، والإحساس،  والشوق، والفكرة، والروح العالية لكاتب الرسالة.

يا لها من لحظات مرت علينا وتسربت من بيننا (بحلوها ومرها):

أنظر: يقول عبد المنعم:

” وفي كل ذلك كنا نصيغ أجمل علائق الصحبة، فكنا صحاب نتقاسم الحس مثلما نتقاسم الخبز، وكانت الصحبة كذلك هي مُلطفة لهجير زماننا الاستثنائي هذا. وكنتم استثنائيو الوجود”

أنتهي الاقتباس.

تكررت كلمة (حس) لدى الكاتب تسعة مرات، في متن رسالته، هذا التكرار لم يفقد الكلمة ولا الرسالة ” طعم الإحساس بها ” ذلك لأن الكاتب كان بارع في وضع المفردة في مكانها لتضيء مكامن النص.

ظهرت إنسانية الكاتب وروحه العظيمة التي تحب حد الإحساس بمن حوله، بأفراحهم وأتراحهم ومشاكلهم. امتد حد الإحساس عند الكاتب ليشمل الوطن الكبير، أو كان إحساسه بالوطن هو دافعه لإحساسه بالآخرين من حوله وبالإنسانية.

يقول كاتب الرسالة:

” الوطن حسٌ نفسي، اجتماعي، ثقافي، سياسي، بل هو حقيقة حسٌ إنساني”

انتهي الاقتباس.

إنسانيته نحو أصدقائه ومعارفه وزملائه جعتله يحمل (حس) الوطن في داخله دائماً، فكان الوطن عنده شيء محسوس وكأنه (يربت) عليه يومياً ويناجيه و يهمس له ذلك لأنه يعشقه:

يقول عبد المنعم:

” … فكأن وطناً بحجم مليون ميل أزمة … ”

انتهى الاقتباس.

تراكمت أزمات الوطن يا عبد المنعم، تراكمت حتى أصبحت كالجبال السوداء بعضها خلف بعض… ولكن من بعد الظلام دائماً ما يأتي الضياء وشعاع الشمس يوماً ما ….

” ويبقى في النفس شيء من حتى ”

هذه دعوة لإعادة قراءة الخطاب

لك الود يا عبد المنعم والتقدير،،،

آتبرا – أبريل 2012م

 

غلاء الأسعار

تراكم الفكر المعرفي حول نظرية رأس المال حول استغلال الراسمالي للعمال في جهدهم عن طريق تشغيلهم أكثر من ساعات الدوام الرسمية من أجل استغلال ذلك الجهد وتحويله إلى مال حتى يقوم بتراكم رأس مالي يخصه هو من أجل منفعة شخصية ثم يتحول إلى بعد إلى ذلك إلى شخص أكثر شراسة في جمع المال…

مؤخراً ظهر عندنا قطاع كبير من الرأسماليين أكثر شراسة وعنفاً في كسب المال، فهم يقومون بتدوير مالهم بكل بساطة ليجلب لهم مالاً مثله وأكثر في زمان ضاعت فيه القيم والأخلاق…

فالعامل يكد ويجتهد من أجل توفير لقمة عيشه له ولأبنائه الصغار….

إن زيادة الأسعار لا مبرر لها سوى ذلك الجشع الخبيث من قبل الرأسماليين من أجل زيادة منافعهم الخاصة دون الاهتمام بمن حولهم ….

لعل التحالف الخفي بين السلطة والرأسماليين هو الذي يعطي أولئك الخفافيش “الرأسماليين” للطيران والتحليق في مكان لا يحق لهم الوصول إليه، ولولا التعاون والتشارك والمنفعة بين السلطة والرأسماليين لما وصلت الأسعار إلى هذا الحد من اللانهائية الخطيرة.

تذكرت القصة القصيرة التي كتبها أحد الزملاء وأسماها “الصفر” ذلك الصفر أصبح خطراً علينا فهو في كل صباح نجده في قائمة الاسعار أنظر (2، 20، 200، 2000، 20000، ألخ).

زيادة في الأسعار دون مبرر أو سبب، زيادة في الأسعار يستفيد منها الرأسمالي وحده دون غيره، يزداد هو ثراً ورفاه وسعادة، بينما الأخرون يلهثون من أجل توفير لقمة العيش.

ماذا نفعل من أجل تغيير ذلك الوضع، يجب أن نعمل من أجل تفكيك العلاقة بين السلطة والرأسماليين النفعيين أو أن نعمل على إزاحة السلطة وتغييرها.

نظرية صراح الحدود

نظرية صراح الحدود

بقلم: علي حاج علي

مدخل للنظرية:

فكرة ومفهوم الحدود مرت بالعديد من المراحل والمتغيرات واتخذت العديد من الأشكال والمفاهيم والأوضاع المباشرة وغير المباشرة، وتغير الفهم بها مع تطور ووعي الإنسان أو مع ازدياد الفكرة التسلطية لدى الإنسان. ونالت الحدود الاهتمام الأكبر في حياته اليومية المتغيرة، واستطاع الإنسان أن يجعل الحدود الثابتة نسبيا متغيرة تتبع للمتغير الذي هو الإنسان، بمعنى آخر يعني متغير المتغير، حيث نجد أن مفهوم أو فكرة الحدود تتبع للمتغير وهو الإنسان أي كان شكل هذا التغير.

حياة الإنسان البدائي الأول كانت خالية من الحدود المتعارف عليها وبإمكاننا أن نعرف تلك الفترة بالفوضى المتغيرة، ذلك لعدم ارتباط الإنسان في تلك الفترة ولعدم اهتمامه بأي أفكار تسلطية توسعية لزيادة موارده أو لصد تهديدات من جهة معينة ضده. فقط أرتبط بما يؤمن له حركته اليومية ويوفر له متطلبات حياته من مأكل ومشرب ومأوي بحيث لم يتطور لديه الوعي السياسي والتنظيم لحياته، وبمعرفة الإنسان للزراعة والرعي كمصادر حياتية تولدت لديه الرغبة في الاستقرار وتشكلت النواة الأولى للأسرة وزادت المهام والواجبات وتعددت المصالح، فنشأة القبيلة والقبائل ثم القرية والمدينة وفي تطور كبير عرفت الدولة. وحتى يتم الاعتراف بتلك الدولة لا بد من أن يكون لها حدود، فالحدود هي واحدة من مقومات الدولة. والحدود المنظورة هنا هي الحدود الجغرافية الطبيعية وهو ما يعرف بالحدود الطبيعية، أو الحدود الأخرى في مساحات مستوية من الأرض وتلك التي تتحدد بخطوط الطول والعرض الدوليين.

في جانب آخر يمكننا أن نرى داخل الدولة الواحدة العديد من أشكال الحدود الأخرى على سبيل المثال:

يمكن أن نجد حدود دينية، وثقافية واجتماعية ولغوية،… الخ. هذا إذا كانت الدولة متعددة العرقيات والثقافات ومعقدة في بنائها الاجتماعي.

بعد أن ظهرت الدولة فمن المؤكد إن هذه الدولة توجد في مجتمع دولي كبير وهي بذلك تؤثر وتتأثر به كدولة وباعتبارها عضو في ذلك التنظيم الكبير وذات سيادة ولها حدود معترف بها من ذلك الكيان الدولي.

إن مفهوم الحدود الذي نحاول أن ندرسه في هذه النظرية يتضمن العديد من المفاهيم والأشكال وبتعدد هذه المفاهيم والأشكال تتعدد بالتالي المجتمعات التي تقع داخل تلك الحدود وسوف نحاول أن نضع صيغة بسيطة تساعدنا في فهم هذه النظرية ذلك وفق مفاهيم المنهج العلمي.

كما ذكرنا سابقا إن الحدود تتبع للمتغير الذي هو الإنسان وان هذا الإنسان استطاع أن يجعل الحدود متغيرة وهو ما عنيناه بمتغير المتغير، أي أن (الانسان1) باستطاعته أن يغير حدود (الإنسان 2) الذي يمثل الحدود المتغيرة. وحتى يتم ذلك التغير لصالح (الإنسان 1) لا بد من مصدر قوة يعتمد عليه لتحقيق ذلك التغير وإدارة الصراع. إذا ما اعتبرنا كل من (الانسان1والانسان2) يمثلان نظامين مختلفين وبالتالي يمكننا القول بان (النظام1) وفق مصدر قوة معين يمكن أن يكون عسكري أو اقتصادي أو قوة النظام السياسي المستند على شرعية الشعب ويطبق النظام الديمقراطي. وأيضا مصدر آخر للقوة هو موقع الدولة من ناحية الجغرافية السياسية (الجيوبوليتيك). كل هذه المصادر للقوة نستخلصها بعد دراسة وتحليل كل من النظامين موضوع الدراسة. ويجب أن لا نغفل عن الدوافع الأيدلوجية من وراء فكرة التأثير أو التغيير للنظام الآخر. وكل من النظاميين يتأثران بشكل النظام الإقليمي والنظام العالمي السائد في فترة الصراع. واضعين في الاعتبار إمكانية تغير كل من النظاميين الأخريين.

أخيرا فالإنسان هو كائن حي متغير ودراسة الإنسان في مجال العلوم السياسية من الصعب التحكم فيها لذلك تنتفي القوانين والثوابت وتعتمد على الملاحظة والدراسة والتوقعات، وسوف نحاول أن نستخدم أدوات المنهج العلمي حتى نتمكن من ضبط ذلك التغير في إطار علمي بقدر الإمكان وان يكون متفق عليه.

 

الفرضية:

تتشكل العلاقات الدولية وفق مصالح أو تهديد بين الدول وطوال الفترات السابقة كانت إدارة الصراع تتم عن طريق استخدام مصدر القوة للدولة الأقوى ضد الدولة الضعيفة حيث أن الحروب سادت بين الدول وظهرت المستعمرات والدول المستعمرة تشكلت حدودها أو معظم حدودها عن طريق خيارات و رغبات الدولة القوية و المنتصرة. بالتأكيد تم ذلك التقسيم لتحقيق مصالح تلك الدول في المستعمرات. بعد نشأة العديد من المنظمات لتنظيم شكل العلاقات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة والمنظمات والتجمعات الإقليمية المختلفة. وأخيرا منظمة التجارة العالمية، وهي التي امتد تأثيرها ليشمل كل الدول باختلاف مصالحها وتهديدها، واختلفت أنماط التأثيرات المفروضة على الدول وامتد هذا التأثير ليشمل الحدود وتغير الحدود.

اتفقنا على أن المصالح أو التهديد هي التي تحقق وتحدد شكل العلاقة بين الدول ومن اجل تحقيق مصلحة معينة و لصد تهديد فان الدولة المعينة تبنى استراتيجيها وفقا لذلك. إذن إدارة الصراع يكون مبنيا لدوافع و بدوافع المصالح أو صد التهديد، والدولة التي تمتلك القوة هي التي لها المقدرة على أن تحقق تلك المصالح و تدافع عن نفسها بصد التهديدات المحتملة، المواجهة ليست حتمية كشكل للصراع، إدارة الصراع دائما يحدده الجانب الأقوى بما يتناسب وإمكانياته وبالتالي له المقدرة في تغيير الحدود للطرف الآخر.

الافتراض القائم هو أن تغيير الحدود مرتبط بالصراع من اجل المصالح بصفة رئيسية و لصد التهديدات، والتغيير يتم وفقا لصالح الجانب الأقوى بما يحقق له المصلحة المفترضة و ينهي له التهديد المفترض من الجانب الآخر. وهذا الأخير تتغير حدوده تبعا لذلك.

مفهوم المصالح أو صد التهديد الذي يتخذه الجانب الأقوى و النظام الأقوى من اجل التغيير ضد الجانب الآخر، نجده يختلف ويتعدد، ذلك وفقا لمحركات النظام الأقوى وأيدلوجياته وسياساته، فمثلا يمكن أن يكون تحقيق المصلحة يتخذ مفهوم التسلط والنفعية ضد النظام الآخر الذي هو في موقف ضعف، وهذا بالتالي يقودنا لنفس الفهم الاستعماري القديم، وما عرف مؤخرا بمصطلح الضربة الاستباقية، وأخيرا يجب أن نقول انه لا بد من احترام حقوق الشعوب والعمل على صيانتها والدفاع عنها لما يساعد على تطورها وتنميتها وهذا الاحترام يجب أن يكون من الحكومات في بداية الأمر عن طريق توفير الحريات وحمايتها وحرية الرأي واحترام الآخر، وتقديس الفهم الديمقراطي وتداول السلطة بطريقة سلمية.

نص النظرية:

تعريف الحدود:

الحد هو الفاصل بين الشيء والشيء الآخر والحدود هي الفواصل و النهايات. وكل الحدود وهمية عدا الحدود الطبيعية والحدود إما أن تكون متفق عليها أو قهرية مفروضة. وللحدود العديد من الأشكال:

حدود طبيعية

حدود أيدلوجية

حدود ثقافية

حدود اقتصادية

حدود عقائدية

الحدود والصراع:

بعد القراءة التاريخية لنشأة الدولة ووجود الحدود وتقسيم العالم إلى وحدات سياسية متعددة، تعددت المصالح وظهرت الصراعات، وبملاحظة سريعة نجد إن معظمها ارتكز على الحدود. بغض النظر عن دوافع ومفهوم الحدود لأطراف النزاع. فمنذ أن عرف الإنسان البدائي الأول الاستقرار وتعددت مصالحه وبالتالي نمت لديه فكرة التوسع لزيادة ما يعينه في حياته اليومية فكان الصراع ثم الحروب حول الحدود وما خلفها من موارد ومواقع إستراتيجية. و منذ أن ظهرت المدينة والدولة في بلاد العراق وبلاد الأردن وبلاد الإغريق مرورا بالدولة القومية في أوربا وقيام الدولة الوطنية وقيام الثورة الصناعية وما تبعها من نمو لرأس المال وظهور الاستعمار، ثم الحرب العالمية الأولى وبعدها الحرب العالمية الثانية وفترة القطبية الثنائية وانهيار الاتحاد السوفيتي، وظهور ما يعرف بالنظام العالمي الجديد، نجد إن كل الصراعات كانت تدور وتتشكل حول الحدود بما تشكله من مصالح و تهديد لأطراف الصراع.

درجة وأهمية المصالح أو التهديد لنظام معين قد تدفعه أن يقود صراع ضد نظام أخر يمثل بالنسبة للأول تحقيق مصلحة أو تهديد، وليس من الضروري أن يكون شكل الصراع مباشر.

الصراع حول الحدود يمكن أن يدار وفق دوافع معينة لنظام ضد آخر وهذه الدوافع يمكن أن تكون مصالح معينة لنظام يقوم على أثرها بإدارة الصراع ضد نظام أخر وحسب مفهوم المصلحة للنظام الأول فالمتأثر هو النظام الثاني الذي توجد لديه مصلحة النظام الأول، و يمكن أن يكون الصراع من اجل صد تهديد، فالنظام الأول يقوم بإدارة الصراع ضد النظام الثاني لتحقيق هدف هو المحافظة على أمنه وسلامته.

إذن النظام الأول يقوم بإدارة الصراع ضد النظام الثاني لتحقيق مصلحة أو لصد تهديد، وبالتالي يقوم بتغيير الحدود للنظام الثاني ويكون الأخير متغيرا بالنسبة للأول. ويجب أن نضع معيار معين لدرجة أهمية المصالح أو التهديد بالنسبة للنظام الأول الذي يمتلك المقدرة على إدارة الصراع لصالحه. وقياس المصالح أو التهديد يتم عن طريق الملاحظة والدراسة وجمع المعلومات والتحليل ووضع درجة معينة كفرضية تستخدم لتسهيل العمل التحليلي لما سيحدث في المستقبل. وسوف نتبع في هذه النظرية نظام خمس درجات كحد معين للنسبة القياس للمصالح أو التهديد، واضعين في الاعتبار شكل النظام السياسي لأطراف الصراع والدوافع الحقيقية للصراع.

الصيغة:

اتفقنا على أن النظام 1 وفقا لمصالح أو تهديد باستطاعته أن يغير في حدود النظام 2 الذي يفتقر لمصدر القوة. واستنادا على هذه الفرضية يمكن أن نضع الصيغة التالية:

ن+(مصالح،تهديد) : 2ن = تغير أو توازن أو ثبات

نضع مكان المصالح         ص

نضع مكان التهديد           هـ

تصبح الصيغة:

ن+(ص هـ) : 2ن = توازن أو تغير أو ثبات

يمكن أن نضع مكان (ص هـ)             ن

ن+ن : 2ن = تغير توازن ثبات

ن            تمثل النظام الأول

ن            تمثل المصالح والتهديد

2ن           تمثل النظام الثاني

نلاحظ إننا وضعنا معامل النظام الأول الوحدة وهو ن ذلك لاعتبار مصدر القوة لديه بالإضافة إلى درجة المصالح أو التهديد. أي أن الطرف الأول يأخذ الجانب (ن+ن) و ن الأولى تمثل النظام الأول ومعاملها الوحدة. ون الثانية تمثل درجة المصالح أو التهديد ومعاملها يتحدد بعد الدراسة والتحليل لشكل الصراع، الطرف الثاني 2ن والنظام الثاني وضعنا له معامل درجتان.

مثال:

بعد التحليل والدراسة كانت درجة المصالح للنظام الأول أربع درجات ضد النظام آخر.

طريقة الحل:

ن+ن:2ن

درجة المصالح =4ن

ن+4ن:2ن

إذن: = 5ن:2ن

بما إن 5ن>2ن = 52 = 2.5 لصالح النظام الأول

إذن الحدود يمكن أن تتغير لصالح النظام الأول.

تفسير المثال:

ن+4ن:2ن

ن            تمثل النظام الأول

ن            الثانية تمثل المصالح أو التهديد

درجة المصالح أو التهديد التي توصلنا إليها بعد الدراسة والتحليل والمقارنة وجمع المعلومات

2ن           تمثل النظام الثاني

بنتيجة الجمع نجد إن الطرف الأيمن ن+4ن = 5ن وهي اكبر من الطرف الأيسر 2ن وبهذا نصل إلى إن التغيير يكون لصالح النظام الأول، أو إن الحدود للنظام الثاني تتغير وفق المتغيرات التي سوف يفرضها النظام الأول.

ملاحظة:

يجب أن لا نقف عند هذا الحد من التحليل أو من استخدامنا للنظرية أي إن عملنا في دراسة معينة ممتد ومتصل من مرحلة جمع المعلومات والتحليل ومن ثم تطبيق النظرية وبعد ذلك تأثيرات النتيجة على كل من النظام الأول والثاني وتأثير ذلك على المحيط الإقليمي لكل من النظامين، وأخيرا التأثير على الجانب الدولي ودور المنظمات الدولية والإقليمية في موضوع الدراسة وما يهمنا هنا هو التحليل للمادة موضوع الدراسة.

ومن الضروري أن نستخدم أدوات أخرى تساعدنا للتوصل إلى درجة المصالح أو التهديد للنظام الأول، فعلى سبيل المثال يجب أن نصطحب معنا شكل النظام الإقليمي في المنطقة والنظام العالمي وتأثيره على أطراف الصراع وما سيئول إليه الصراع فيما بعد ونتائج الصراع المستقبلية وتأثير الصراع بين النظامين على البيئية المحيطة به.

 

 

 

الخاتمة:

تعتمد هذه النظرية على مدى دقة القياس لمصالح أو التهديد ودراسة المؤثرات الخارجية على أطراف الصراح حتى يتم التوصل إلى نتيجة جيدة. وهذا التغير عندما يحدث ليس حتميا و ثابتا بل إن التغير يمكن أن يؤدي إلى تغير آخر وهكذا.

الخلاصة هي إننا نسعى لمعرفة هذا التغير ونتائجه وتأثيراته على أطراف الصراع والمحيط الدولي وبالتالي أبعاده المستقبلية.

http://wwwalialimo.blogspot.com/2010/10/blog-post_1210.html

–         إنتهت –

الرياض

علي حاج علي

23/05/2003

البعد السياسي عند الطيب صالح (بندر شاه – ضو البيت) نموذجا:

البعد السياسي عند الطيب صالح (بندر شاه – ضو البيت) نموذجا:

محاولات في القراءة بقلم: علي حاج علي

كان شكل الرواية العربية في تلك الفترة يركز على معالجة أو تناول مشكلة الصراع بين الشرق والغرب سواء كان ذلك بشكل مباشر من خلال (النص) أو أبطال الرواية. أو عن طريق الإسقاطات الأدبية داخل (النص) وهذه الأخيرة نجدها لدى الكتاب الراويين الذين يحاولون بقدر الإمكان الابتعاد عن تلك المشكلة في كتاباتهم و يخفون إحساسهم بالدونية تجاه الغرب. إلا إنهم وبشكل لا إرادي ينساق قلمهم نحو أو إلى تلك المشكلة. فربما يطغي لدى (البطل) الإحساس بالقهر تجاه (الغرب المتحضر) مما يعقد (الحبكة) في الرواية وتختل مقاييس الجمال فيها. وهذا التردد بين (الشرق والغرب) عند الكتاب يجعل الرواية تفقد تماسكها وبنائها وتتشتت أحاسيس الأبطال في الرواية، ويضيع المتلقي داخل النص ويفقد حاسة الانجذاب و الاستمتاع بالرواية أو القصة (هشة البناء والموضوع) وفي النهاية تولد الرواية بلا متلقيين يتقبلونها ضمن الأدب العالمي، ولا تجد نقاد يعملون على تقويمها من اجل الاستمرارية.

لكن (منسي) لم تكن هذه المشكلة (الصراع بين الشرق والغرب) أو (الشمال والجنوب) بالنسبة إليه مشكلة ولم تكن عنده (عقدة الحضارة الغربية) ولم يلهث خلفها أو محاولة اللحاق بها، ذلك لأنه كان صاحب حضارة إنسانية عظيمة.

رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) اعتبرها النقاد من أكثر الكتابات تماسكا في النص والبناء والموضوع، فهي قصة داخل قصة أو هي قصص داخل قصة وهي أقاصيص داخل قصة. وهذا التنوع وتعدد العوالم والفضاءات فيها، وكثرة الأمكنة والأزمنة (المختارة والواقعية والمتخيلة) لم يفقدها تماسكها وقوة بنائها. بل ازدادت به تماسكا وقوة.

في (موسم الهجرة إلى الشمال) نجد أنفسنا في الحرم الجامعي بين طلاب العلم وقاعات المحاضرات والمناقشات العلمية هناك في مدينة الضباب. وفي مكان وزمان أخر يختلف عن سابقه نكون مع (بنت محجوب) عندما تحكي لنا عن حياتها بأدق تفاصيلها، ومع أهل القرية الذين يقدسون (وقت القيلولة). ومع (مصطفى سعيد) عندما يلهب الخواجيات بسياطه وبثقافته وعلمه الواسع.

إن إمكانية أن يمسك الكاتب بكل خيوط روايته ويحركها متى وكيف يشاء من دون أن يلحظ أو يشعر المتلقي بذلك، بل يعيش مع تلك العوالم ويتنقل معها بلطافة ويسر واستمتاع. إنما تدل على كاتب فذ متمكن من ناصية اللغة والحبكة القصصية، والمقدرة على توصيل رسائله عبر أبطاله في الرواية أو القصة.

هذا التحدي للغرب عند الطيب صالح ظهر واضحا في تمسكه بثقافته المحلية البسيطة ونفض الغبار عنها وتعريف العالم بها، واهتمام الطيب صالح بالتفاصيل الدقيقة في عرضه لحياة أهله في قراهم هي التي جعلت الجميع يحترمه ككاتب إنسان أولا وأديب متفرد ثانيا.

وهذا الاهتمام بالتفاصيل عند الطيب صالح جعله مؤهلا ليناقش العديد من المشاكل السياسية التي تهم القرية وبالرغم من أن القرية مجتمع صغير لكنها تساهم بشكل فعال وكبير في بناء المجتمع والدولة (نظرية العقد الاجتماعي)، ورغم خصوصية مشاكل القرية إلا إننا يمكننا العمل على قراءة ما خلف النص و إخراج المؤشرات السياسية وتعميمها وبالتالي الاستفادة منها في عملية تطوير المجتمع.

في هذه المساحة نحاول أن نعرض ما جاء في (ضو البيت) من أبعاد سياسية هامة وعميقة. في مجتمع بسيط ومتماسك لخصه لنا الطيب صالح على لسان (محمود) عندما خاطب ضو البيت قائلا له:

(( يا عبد الله. نحن كما ترى نعيش تحت ستر المهيمن الديان. حياتنا كد وشظف لكن قلوبنا عامرة بالرضي قابلين بقسمتنا ال قسمها الله لنا. نصلي فروضنا ونحفظ عروضنا متحزمين ومتلزمين على نوايب الزمان وصروف القدر. الكثير لا يبطرنا والقليل لا يقلقنا، حياتنا طريقها مرسوم ومعلوم من المهد إلى اللحد. القليل ال عندنا عملنا بسواعدنا ما تعدينا على حقوق إنسان ولا أكلنا ربا ولا سحت. ناس سلام وقت السلام وناس غضب وقت الغضب. ال ما يعرفنا يظن إننا ضعاف إذا نفخنا الهواء يرمينا، لكننا في الحقيقة مثل شجر الحراز النابت في الحقول…))

لكن الطيب صالح لم يريد أن تكون تلك الطمأنينة في ود حامد هي المنفذ الذي يدخل عبره ضعاف النفوس مستقلين طيبة وتسامح مجتمع ود حامد، ويعملون على تحقيق مصالحهم الشخصية دون مراعاة للمصلحة العامة.

وهو في عرضه لمشكلة (الجمعية التعاونية) في ود حامد اظهر لنا الصراع بين الأجيال وتأثيرات المحيط الخارجي على القرية وتأثير التعليم على سكان القرية خاصة الشباب منهم، تطرق الطيب صالح إلى الصراع حول رئاسة (الجمعية التعاونية) ووجه نقده إلى بنية المجتمع في ود حامد وتمسكه بالتقاليد البالية التي لا تساعد على عملية التطوير والاستفادة من الآخر عن طريق قبوله وعدم رفض أفكاره وبالتالي فتح أبواب النقاش والحوار.

عرض لنا الطيب صالح هذه المشكلة من خلال الصراع الشخصي بين محجوب وأولاد بكري واختياره لذلك البعد الشخصي في تحريك الصراع جعله يتحدث بلسان الجميع بكل حرية ويتنقل بين المفردات من دون قيود، ويوجه نقده إلى الجميع. وتمكن الطيب صالح من النجاح في هذه المهمة الشاقة وهي توجيه النقد إلى الإدارة في الجمعية التعاونية عبر شخوصه الذين لم يتوقع منهم ذلك مثل (عشا البايتات) حيث لم يكن أحدا يتوقع أن يقف (عشا البايتات) أمام محجوب ويتهمه بالفساد. وبنقده اللاذع لمحجوب وجماعته كان يريد الطيب صالح أن يوجه نقده إلى من يستغلون تواجدهم في السلطة ويعملون على تحقيق مصالحهم الخاصة.

انظر:

(( … قالا إن الحكاية بدأت بنزاع حول ارض، فان أم أولاد بكري هي أخت محجوب. كان محجوب يظن إن الأرض أرضه، ولكن أولاد بكري تصدوا له فجأة. وهو شيخ طعن في السن، وهم شباب في أوج رعونة الشباب. ظلوا ينازعونه حولا بأكمله يطلعون لمحكمة وينزلون من محكمة…))

عن طريق إشعال هذا الصراع حول (رئاسة الجمعية التعاونية) قام الطيب صالح بتحريك الماء الساكن. وتحركت معتقدات ود حامد في العديد من الثوابت التي كان الاقتراب منها يشكل خطرا كبيرا وجريمة شنيعة، وهو ما يعرف بالخطاب العاطفي الديني الذي لا يخاطب العقل. بل يجعل المعتقدات والتقاليد حجر الزاوية في ما يريد أن يطرحه وعن طريق السيطرة على الفرد من خلال هذا الخطاب يسهل تمرير الأجندة السياسية التي تخدم مصلحة الجماعة المسيطرة على الأوضاع الاجتماعية والسياسية.

انظر إليه وهو يقول:

((قال سعيد إن محجوب كان زعيما في ود حامد لمؤهلاته، ولان البلد كانت قابلة به. تلك الكلمة “القبول” كان لها وزن عظيم عند محجوب وجماعته، يقولون فلان “مقبول” وفلان عنده “قبول” وذلك أعظم الثناء في رأيهم ثم أدركوا كأنما فجأة، أن الكلمة لم يعد لها معنى))

كانت الإدارة الأهلية في السودان هي السلطة القانونية المخول لها تنفيذ وإصدار التشريعات لإدارة شؤون الناس، ظلت تشكل مركز إدارة الدولة في السودان لفترة طويلة. وفي فترة الاستعمار الذي أعطى من (لايستحق ما لا يستحق) لتحقيق مصالحه الاستعمارية وبالتالي فرض سيطرته على مستعمراته، لهذا صب الطيب صالح نقده اللاذع حول كلمة (فلان عنده قبول) كان يريد أن يضرب أخر معاقل السلطة الاستعمارية والعمل على عودة الإدارة الأهلية إلى سابق عهدها المشرق، ذلك لان (جماعة محجوب) جعلوا كلمة (فلان عنده قبول) مبررا لكل أفعالهم التي كانوا يمارسونها في (الجمعية التعاونية)، سواء كان ذلك بإيعاز من السلطة الاستعمارية أو من السلطات المحلية التي صادرت الرأي الأخر..

انظر:

(( وانتهي الأمر بانعقاد الجمعية برئاسة باش مفتش التعاون الذي جاء خصيصا من مروي لذلك اليوم المشهود. قال ود الريس إن الطريفي ولد بكري كان أول المتكلمين قرأ عريضة طويلة ضمنها كل ما يمكن أن يخطر على البال من التهم. اتهم محجوب بالفساد والرشوة والسرقة والمحسوبية وعدم الكفاءة والإهمال وهلم جرا…))

وعلى لسان عشا البايتات كانت التهم اشد وقعا وتأثيرا..

انظر إليه عندما يقول:

(( وأنا أقول ليكم خطبة عشا البايتات في اجتماع الجمعية …….. لا سلام عليكم ولا بسم الله الرحمن الرحيم. قال يا جماعة الخير محجوب وناس الطاهر وسعيد ناس أصحابي. محجوب حبابه عشرة. راجل ما يتفضل عليكم. جملة الإيمان راجل يوزن ألف راجل. شكال صريمة، ومخلص يتيمة. لكين الحق لله الجماعة أكلوا البلد، نتفوا لحمها ما خلوا غير العظم. الخراب. من الله ما خلقنا الجماعة ديل يسرقوا وينهبوا. حلال بارد عليهم. الشي ال أكلوه ما في إنسان عاوز يرجعه منهم. ناس عليك أمان الله تلقاهم في الحارة والباردة. سرقوا ونهبوا البلد، الله لا يكسبهم حسنة…))

دعوة صريحة وواضحة للتغيير نحو الأفضل بعد كشف ظلم (جماعة محجوب) وهذا التغيير شاركت فيه حركة الشباب التي تؤمن بالتجديد والتغيير إلى ما هو أحسن من اجل التقدم والتطور في ود حامد، وهؤلاء الشباب يشكلون الكتلة الحديثة التقدمية التي كسرت كل العادات والتقاليد من اجل الإصلاح والتغيير إنها ثورة في حد ذاتها تداخلت فيها الأبعاد السياسية والاجتماعية. وبين الكتلة التقليدية التي تمثلت في عشا البايتات وناس سيف الدين وسعيد البوم. الذين كانوا رافضين أصلا للأوضاع القديمة ويفتقدون من يقوم بحركة التغيير وعندما وجدوها كانوا أول الملتحقين بها وإذا عدنا إلى خطبة عشا البايتات في يوم الجمعية العمومية تجد هذا واضحا… انظر:

(( محجوب وناس الطاهر وسعيد ناس أصحابي. محجوب حبابه عشرة. راجل ما يتفضل عليكم. جملة الإيمان راجل يوزن ألف راجل. شكال صريمة، ومخلص يتيمة. لكين الحق لله الجماعة أكلوا البلد))

وبكل وضوح يلقى لنا الطيب صالح بالفكرة الأساسية للتغيير يقول:

(( محجوب وجماعته ظنوا أن ليهم حق الهي في السلطة. نسوا إن البلد اتغيرت. حاجات كتيرة حصلت. ود حامد ما عادت ود حامد قبل تلاتين سنة. ظهرت أجيال جديدة ومطالب جديدة. زمان كان لما الباخرة تظهر الناس يتلموا تحت الدومة ويتفرجوا عليها كأنها معجزة. دلوقت الوضع تغير))

في هذا الجزء من النص يعلن الطيب صالح صراحة عن رفضه لنظرية التفويض الإلهي للسلطة وهو أن الحاكم يستمد قوته من الإله و هو ممثله في الأرض. لذلك كل أفعاله لا يمكن محاسبته عليها لأنها منزلة وإلهية. هذه العقلية أراد لها الطيب صالح أن تزول و تتغير وتحديدا إلى ما يعرف بالية النظام السياسي وهو الذي يوجد وفقا لمؤثرات عديدة. فهو نظام يتأثر بالحراك الاجتماعي من حوله (ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وعلميا…الخ) ولا ينفصل عن محيطه الإقليمي وهو بالتالي يتأثر بالمتغيرات الدولية.

والعملية السياسية في نظرية النظام السياسي تتم عبر الخطوات التالية بالترتيب:

المدخلات:

تتشكل من المجتمع السياسي “الأحزاب” وجماعات الضغط وجماعات المساندة والبيئة الطبيعية والمحيط الإقليمي والتحولات والمؤثرات العالمية. كل هؤلاء يمثلون الشعب لدي الحكومة وبالتالي يمثلون المطالب.

المعالجة:

وهي السلطة المنوط بها دراسة تلك المطالب وتحليلها وترتيبها ومعالجتها وتقدير أهميتها وبالتالي وضع تشريعات لدراستها. وفي هذه المرحلة كلما كانت السلطة التي تعمل على دراسة مطالب الشعب منتخبة من الشعب. تتم المعالجة بعد أن يتاح لها وقتا كافيا في النقاش والحوار وقبول الرأي والرأي الأخر.

المخرجات:

هي مرحلة القرارات التي تصدر تنفيذا لمطالب الشعب بعد أن تمت دراستها في مرحلة المعالجة. وهذه القرارات تظهر بشكل قوانين تنظم الحياة للشعب.

الاسترجاع:

لابد للحكومة أن تقوم بمتابعة قراراتها والوقوف على تنفيذها ومراجعة أثارها الايجابية والسلبية على الشعب. وبالتالي يتم تقويمها وتصحيحها.

ذلك ما كان يريده الطيب صالح للحكومة أن تفعله وهي أن تطبق نظرية (النظام السياسي) وهي آلية تنظم الحركة السياسية في الدولة والنظرية تستمد قوتها من قوة وشرعية النظام الحاكم.

بعد أن حدد الطيب صالح نقاط الضعف ووجه إليها نقده، بدا يظهر لنا عدم رضاه صراحة عن الوضع السياسي.

يقول:

(( من وين يجيبوا ليه وزارة؟ البلد ما فضل فيها جنس وزارة))

وقال الطاهر:

(( ما بيغلبوا حيله. يعملوه وزير الجمعيات الخيرية أو وزير الأجزخانات أو وزير الوابورات. أي شي من جنس اللغاويص البنسمع بيها))

إذن الوزارات تنشا من اجل الترضية والمجاملة للجماعة الحاكمة من دون مراعاة للمطالب والحاجة العامة. والتفضيل يتم وفقا للانتماء السياسي دون النظر للمؤهلات العلمية والخبرات العملية والكفاءة الإدارية.

انظر:

وقال الطاهر:

(( انت تفتكر الحكاية بالكفاءة؟ الموضوع كله اوانطه في اوانطه. المهم تبقى فصيح لسان وقليل إحسان. بس كتر من يحيا ويعيش. شوف الحزب القوي ادخل فيه. شي خطب وشي عوازيم وشي براطيل. شويتين شويتين تلقى نفسك بقيت نائب في البرلمان. بعد داك ارقد قفى))

هذه لمحات من الأبعاد السياسية التي حاولنا قراءاتها من خلف النصوص التي كتبها الطيب صالح في (بندر شاه – ضو البيت ). ولان الطيب صالح كان يكتب بصدق ويعبر عن أراء وتطلعات وآمال (ودحامد) التي من خلفها كان يرمي إلى آمال وتطلعات وطنه الكبير.

http://www.wata.cc/forums/showthread.php?52354-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-(%D8%B6%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A8%D9%86%D8%AF%D8%B1-%D8%B4%D8%A7%D9%87)-%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC%D8%A7-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF

اتبرا

03/06/2008

قراءات نقدية لنص (المكان) للأديب معاوية محمد نور:

  1. قراءات نقدية لنص (المكان) للأديب معاوية محمد نور:
    مدخل للنص:
    عندما تقرأ نص (المكان) للأديب معاوية محمد نور تجد نفسك في تلك الأمكنة التي ذكرها الكاتب، وفي تلك الأمكنة المتشابكة تتخيل أخرى عايشتها (أنت) منذ أزمنة سحيقة وهاهي تقفز أمامك فجأة وكأنما نص (المكان) كان بمثابة المنشط لذاكرتك بان تعيد قراءة تلك الأمكنة. والمكان لا ينفصل عن الزمان والأشخاص والحركة والصوت في لحظة معينة. وكل تلك العناصر تظهر عبقرية المكان الذي يبقى ملتصقا بالذاكرة، وما أن تنشط الذاكرة حتى تشعر بذلك الإحساس الذي يجعلك تسعى لعناق الأمكنة والحوائط والشقوق والخرائب، ويعزف معها سموفينية البقاء الأبدي.
    قبل أن يبدأ الكاتب قصته عن المكان، قام بتعريفها لنا في مقدمة اعتبرها (هو) ضرورية وهامة لتعريف القراء بذلك النوع الجديد من الفن القصصي، وفي تلك المقدمة أدركنا أن هذا النوع الجديد من القصص لا يعني بتفاصيل العلاقات الاجتماعية ونوعها ولا حتى بوصف المكان ولا بالعواطف، هو يعني قبل كل شيء بالأحاسيس البشرية الخاصة تجاه الحياة ومسائلها الكبرى، وتجاه تضاد الأفكار في لحظة واحدة عند شخص من الأشخاص. متابعة قراءة قراءات نقدية لنص (المكان) للأديب معاوية محمد نور: